دراسة: لمادا نخاف من الظلام؟ علم ما فوق الجينات-Epigenetics» يفسر لنا ذلك

للوراثة علاقة بالأمر، وهو انتقال بعض الصفات غير الچينية إلى الأبناء عن طريق حدوث بعض التغيرات الكيميائية على المستوى الجزيئي في أدمغة الأبناء بدون حدوث تغير جذري أو ملحوظ في «الحمض النووي-DNA»

في تجربة فريدة من نوعها نُشرت في مجلة Nature عام 2013 عرّض باحثون مجموعة من الفئران لرائحة زهور الكرز، ثم أعقبوها بصدمة كهربائية، ومع التكرار، اعتادت الفئران على ربط هذه الرائحة بالألم الناتج عن الصدمة الكهربية.

تزاوجت هذه الفئران وأنجبت، فعزل العلماء أبناء الفئران التي أجريت عليها هذه التجربة وتعريضهم لرائحة زهور الكرز، وكانت المفاجأة في أن الفئران الصغيرة أصيبت بالذعر، وبدأت تركض، وتتخبط ولوحظت زيادة شديدة في نشاطها العصبي، وكأن الفئران تعرف ما حل بآبائها بعد شم هذه الرائحة!

فرضية بشأن الظلام، إذا رجعنا بالزمن إلى الوراء حيث كان أسلافنا جوالةجامعي ثمار في أدغال إفريقيا، فسنجد أن البشر كانوا فريسة سهلة الصيد بالنسبة للمفترسات في الظلام حيث لم نتمكن من معرفة من أين يأتي الخطر، ومع إضافة الخيال البشري الخصب في بيئة كل ما فيها مجهول، يمكننا استنتاج أن الظلام سبّب الذعر لأسلافنا جيلًا بعد جيل، ونقلت الحياة هذا الخوف إلينا فوق چيناتنا، فأصبح الظلام ذاكرة محفورة لمخاوف جميع البشر.

في المرة القادمة التي تجد نفسك فيها مضطرًا للنهوض من فراشك لجلب كوب ماءٍ في الظلام وحدك، فتذكر عزيزي القارئ أن ما تشعر به من خوف هو ترجمة لتجربة قاسية تعرض لها أحد أجدادك في ظروف مماثلة لا أكثر، فما من حيوانات مفترسة في بيتك، وما من أشباح أو عفاريت تسكن في بيتك، إنما هي أوهام وخيالات من خلقها مخك لتحذيرك، فارو عطشك ثم عد إلى فراشك، وأحلامًا سعيدة.

By admin