تنظر نجاح إلى واقع والدها المريض .. ولا تعرف أن قسوة الحياة تتطلب تقديم أحد أفراد الأسرة كفدية تجلب المال لإنقاذ الآخرين .. وليس للتعليم متسع للحلم به كما هو حال طفولتها, التي غابت عنها رغما عنها, وإن لم تسعفها الرحمة بمعجزة تنقذها من هذه الهاوية فإن البيعة ستتم خلال أيام معدودة .. تكون خلالها نجاح بسنواتها التسع أنيسة سرير من اشترى طفولتها .. مقابل مال يسد حاجة أسرتها المنكوبة ..
وحين بلغت أخبار هذه الكارثة منظمة عبس ممثلة بمشروع حماية الطفل تم إعلان حالة الطوارئ, واستنفرت المنظمة كافة إمكانيتها وحركت طاقمها مباشرة إلى موقع النزوح لأسرة نجاح حاملا كل أنواع الإغاثة والمساعدات, التي تحتاجها الأسرة وفور التقاء الفريق بوالد الأسرة تم معرفة واقع المشكلة وتحديدها من قبل الفريق, قبل أن يتم الحديث بحوار عميق شرح فيه الفريق عواقب الكارثة, التي كان الوالد سيرتكبها بحق ابنته وتزويجها المبكر.. و تقديم الدعم النفسي للطفلة .. كما فتحت منظمة عبس أبواب الأمل من خلال تبني الطفلة وأسرتها ببرنامج من المساعدات العينية والنقدية والإيوائية والتعليمية والصحية؛ إنقاذا لهذه الطفلة البريئة وأسرتها كمرحلة أولى.. وحرص الفريق على إعادة إحساس نجاح بطفولتها من خلال التنسيق مع مساحة الخديش القريبة منها.
لم تكن قصة وأد طفولة نجاح هي الوحيدة, التي استطاعت المنظمة تداركها .. لكنها تبقى مأساة من واقع يحمل المئات من القصص, التي تتناثر في هذه المنطقة وتحتاج لجهد كبير في عملية الوصول إليها وإنقاذ الفتيات البريئات, التي يلاحقهن شبح الزواج المبكر .. وكل ذلك يحتاج لدعم أكبر وتبرعات سخية تنقذ طفولة جيل برئ من صغيرات السن, التي لم يرحم الفقر أهاليهن.
منظمة عبس التنموية.. والطفلة نجاح
تحرك الرياح أوراق شجرة استبد بها الحزن وهي ترى حال الطفلة نجاح التي تبلغ التاسعة من العمر .. ولم يكفها أن تشارك أسرتها المنكوبة بالنزوح والسكن تحت أغصان الأشجار؛ فحرية الصغيرة باتت شبحا مخيفا بين أفكار والدها الذي بات يفكر في بيعها, تحت مبرر الزواج الذي لا يتطابق مع جسم طفلة يحتاج عقلها لسنوات من العلم والمعرفة وجسدها الذي لا يحتمل جنون الاستمتاع به ..
hadamarnews.net