المستقبل يخوض الانتخابات بوجوه جديدة وغير تقليدية.. بهية الحريري وضعت ملامح المعركة من البقاع… ومرحلة حريرية جديدة بعد الإنتخابات

★بيروت – أحمد موسى

كشفت نتيجة الانتخابات النيابية اللبنانية الأخيرة 2022 عن تحول مجتمعي سياسي مستمر ولافت، فالتوازنات السياسية المؤيدة ل-ح-ز-ب الله والمناوئة له لا تزال قائمة، فنتائج الانتخابات اللبنانية الأخيرة كانت كفيلة في رسم الأحجام رغم الاحاطات في الإقليم والتراكمات الدولية، إلى أن حصلت انتفاضة ما يسمى 17 أكتوبر/تشرين الأول عام 2019 والمتغير الأخير الذي شكلت صنيعته تحالف “القوات اللبنانية” حينه، والجدلية حول امتلاك “القوات” الكتلة المسيحية الأكبر على “الوطني الحر” من عدمه، واقع فتح الباب عريضاً أمام دور أكبر للسعودية في السياسة اللبنانية، سيما مع دخول شخصيات سُنِّية قريبة منها إلى البرلمان، وخروج رئيس الوزراء السابق، سعد الحريري، من الساحة السياسية، ليأتي استحقاق 2026 مع ما يترتب عليه من تبعات لوجستية سياسية مبنية على المتغير الدولي وفي الإقليم وما استتبعه من سقوط أنظمة وقوى واستبدال أخرى والمراهنة على متغير أكثر جدلية وتشابك حتى الإلغاء، إنما التطور المستجد في قرار المستقبل وخوضه الإستحقاق النيابي القادم بلوائح مستقلة على مستوى لبنان، يعكس حجم اللقاء الذي جمع الملك محمد بن سلمان والرئيس سعد الحريري في مراكش مؤخراً، ما يؤكد وفق مصادر معنية ومقربة من القرار المستقبلي، “أن مرحلة جديدة بدأ التحضير لها ما بعد الانتخابات النيابية والبداية منها”.

صراع استجد حتى قارب التحدي، تيار المستقبل قرّر خوض الانتخابات النيابية اللبنانية القادمة 2026 بلوائح مستقلة دون تحالفات مع أي طرف سياسي، وفقاً لما صرح به أمين عام التيار، أحمد الحريري على مستوى كل لبنان، قرار جاء، يأتي هذا القرار بعد ثلاث سنوات من الاعتكاف السياسي وتراجع عن قرار سابق بعدم المشاركة في الانتخابات.

يبدو أن معالم السيناريوهات المقبلة، بدأت ترتسم معالمها بشكلٍ أولي انطلاقاً من البقاع، وهذا ينسحب على باقي الدوائر الانتخابية على مستوى لبنان بشكلٍ عام وتيار المستقبل على وجه التحديد، مع تأكيده خوض السباق الانتخابي بلوائح مستقلة، وسط تطورات الداخلية تعكس تعاطياً في الميدان السياسي الداخلي الوضع الإقليمي، خاصةً لجهة احتمال تفاهم سعودي-إيراني يُتيح تعاونًا بين “حزب الله” وحلفائه، من جهة، و”القوات اللبنانية”، من جهة ثانية، هنا يبرز “حرب” المستقبل للانتخابات واستماته على عودته/إعادته إلى حلبة التصارع، مع التأكيد السعودي على “كسر الجرة السياسية نهائياً مع المستقبل والجماعة الإسلامية و-ح-ز-ب الله” وهذا ما تبلغته جميع القوى التي تدور في الفلك السعودي وفق مصادر مطلعة، لتضيف المصادر لـ”ميديا برس ليبانون”، أن عملية الكسر تلك “لا يمكن أن تلتحم بالولائم والتكريمات وتوزيع الجوائز والهدايا والدروع التي يعتمدها بعض الطامحين سياسياً تحت سقف المستقبل”، كما هو حاصل في دائرة البقاع، حيث وضعها مقربون من موضع القرار “السني” ووصفها بـ”الطفرة” التي لا تثمر، إلا أن تطوراً يعكس دخول “المملكة” بشكلٍ يوحي قيادة المعركة وسط متغير يبدو حان موعده، ووفقاً لمصادر وصفت بـ”الموثوقة”، “أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وصل مساء الأربعاء 2 أكتوبر الجاري إلى مدينة مراكش في زيارة خاصة وغير معلن عنها رسمياً”.

وحسب المعطيات المتوفرة، فقد حطّت طائرة خاصة من طراز بوينغ 747-400 بمطار مراكش المنارة الدولي، كانت “تقل ولي العهد السعودي برفقة رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري وعدداً من مرافقيه، من بينهم ، الذي شوهد برفقته لحظة النزول من الطائرة”.
وتُعد هذه الزيارة الخاصة الأولى من نوعها منذ اللقاء الذي جمع الأمير محمد بن سلمان بجلالة الملك محمد السادس في العاصمة الفرنسية باريس سنة 2018، ما يفتح الباب أمام تأويلات عديدة حول خلفياتها وتوقيتها، خاصة في ظل التطورات الإقليمية الأخيرة والعلاقات الأخوية التي تجمع المملكتين المغربية والسعودية.
ورغم غياب أي إعلان رسمي من الجانبين المغربي أو السعودي، فإن مصادر محلية أكدت أن الوفد المرافق لولي العهد يقيم بأحد المنتجعات الفاخرة بالمدينة الحمراء، وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور لافت لعناصر الحراسة الخاصة.
زيارة تُعيد مراكش إلى واجهة الأحداث، وتؤكد مرة أخرى مكانتها كوجهة مفضلة لزعماء العالم وشخصياتهم البارزة.

التحضيرات للانتخابات النيابية القادمة في لبنان تشهد اهتماماً كبيراً من مختلف الأوساط السياسية والشعبية والاقليم ومحط أنظار دولية تراقب التحالفات وترقب الموازين، ووفقاً لمعلومات من مصادر مستقبلية على صلة بالقرار مع السفارة السعودية في بيروت، فإن قرار المستقبل خوض الانتخابات النيابية اللبنانية القادمة على مستوى لبنان ليست بعيدة عن لقاء “مراكش” وما حمله من سقوف وتشابك، والوقائع تشير إلى حدث على مستوى الشارع السني والمستقبلي لرسم “معالم المرحلة السياسية القادمة ما بعد الإستحقاق، وتشير مصادر عليمة لـ”ميديا برس ليبانون”، “أن قراراً يبدو اتخذ من الملك سلمان شخصياً وفيه “عودة سعد الحريري إلى الحياة السياسية ولملمة القرار السياسي السني في المرحلة القادمة انطلاقاً من الإستحقاق النيابي القادم”، وتضيف المصادر أن كل ما يطرح من أسماء هي راغبة في السباق الانتخابي ما هو إلا تلميع لصورة انطلاقاً من مقولة “أنا هنا” وهذا ينطبق على “الراغبين في خوض التجربة الانتخابية خاصةً منهم الفاشلين في الاستحقاقات التي سبقت”، وفق مصادر مطلعة معنية انتخابياً داخل المستقبل، الأمر الذي وضع الدائرة الضيقة في المستقبل “التفتيش عن أشخاص لهم حضوراً كبيراً داخل الشارع السني خاصةً في البقاع.

وفي السياق، يواجه تيار المستقبل تحديات في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية في لبنان، وعليه فإن كلام أمين عام التيار، أحمد الحريري عن خوض الانتخابات بلوائح كاملة ليس بعيداً عن إعادة “خلط الأوراق الاسمية” للمرشحين المحتملين خاصةً في دائرة زحلة والبقاع الأوسط ودائرة البقاع الغربي وراشيّا.

وسط سياق محموم مشحون، كانت زيارة السيدة بهية الحريري إلى تعلبايا للمشاركة في حفل تربوي، حملت أكثر من رسالة سياسية بامتياز، وهي أنهم كتيار “يرفضون البقاء خارج اللعبة”، وتؤكد الزيارة حجم شراسة المعركة الانتخابية المقبلة في البقاعيين الأوسط والغربي وتُعَدّ من أشرس المواجهات المرتقبة عام 2026، وتحركات القوى السياسية بدأ باكراً لتثبيت مواقعها.

من هنا فإن الشارع لم يعد راضٍ بالشعارات والحضور الموسمي وإقامة الولائم والتكريمات وتوزيع جوائز الترضية هنا وهناك، فأبناء المنطقة يطالبون ببرامج واضحة تعالج أزماتهم الاجتماعية والاقتصادية وتعيدهم إلى خريطة الدولة وتلاقيهم عند كل أزمة، فحصرية حضور المستقبلين في المناسبات البروتوكولية التكريمية كما هو جاري في البقاع الأوسط، شكلت للقيادة الحريرية المستقبلية “دعسة ناقصة تضاف إلى سجل الفاعلين” ولن يكون لها أي أثر حقيقي في المعركة الانتخابية، وبالتالي يلاحظ القيمين داخل البيت السياسي “التحرك الملفت” لـ”محمد شفيق حمود” الذي لم ينقطع تواصله مع البيئة والشارع والمواطن من دون “البهرجات والهبرجات على مواقع التواصل الاجتماعي” كما يفعل الآخرون (…) أمر ترك لدى قيادة القرار مساحة تلاقي ورغبة تغييرية قد “تخلط الأوراق داخل القرار المستقبلي”، معتبرين أن “الإستثمار السياسي ليس في صالح المستقبل”، بل “شبكة الحضور الدائمة والمبادرات الملموسة تشكّل مدخلاً لإعادة بناء الثقة وفتح صفحة جديدة تعيد للحريرية مكانتها المفقودة في قلب الساحة السنية”.

By admin