الحاج عبد الجليل ثابت: عطاء يخلد نفسه في جدران الزمن.

علي وليد غالب

إن تعريف المعرَّف، وتوضيح الواضح الجلي، يعد مهمة صعبة أمام أي كاتب مهما بلغت إمكانياته، وغاية مستحيلة أمام أي أديب وإن بلغ في الأدب والثقافة مبلغا لا يضاهيه فيه أحد؛ فكيف إذا كان بصدد الكتابة عن رجل يعرفه القريب والبعيد والقاصي والداني، يعرفون أنه أمة بذاته متفردا بعطائه وإحسانه.

ولهذا، فإن مقالتي هذه لم أكتبها للتعريف بهذا برجل لو أني كتبت ألف مقال فلن تكفي للتعريف به، بل إنني أكتب عنه تخليدا وتشريفا لقلمي الغض بالكتابة عن رجل تخلد في ذاكرة الإنسانية بعظيم أفعاله وعطائه الجزيل، وما أجمل أن يخلد اسمك في الأجيال كواحد ممن كتبوا عن شخصية الحاج عبدالجليل ثابت… وهنا، يحق للقلم أن ينبري، ويجد الكاتب ساحة خصبة لمقالته.

تعريف المعرَّف

إن الحاج عبد الجليل عبده ثابت شخصية وطنية بارزة ورجل أعمال عصامي، يجسد قصة نجاح ملهمة وعطاء سخي لا ينضب. يشغل منصب عضو مجلس النواب عن الدائرة 163 بمحافظة الحديدة، ورئيسا للغرفة التجارية والصناعية بالحديدة.

بدأ الحاج عبد الجليل ثابت مسيرته العملية بثبات وجد، وإنسانية ونبل، وشق طريقه بعصامية وكد واجتهاد؛ فأسهم في تأسيس وتوسعة مجموعة شركات (إخوان ثابت) المعروفة، والتي تعتبر اليوم من أكبر الشركات اليمنية، ولها إسهامات بارزة في تنمية الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل للشباب اليمني.

ما لا يعرفه الكثير

مما لا يعرفه الكثير عن الحاج عبدالجليل ثابت أنه رجل يبتعد كل البعد عن مظاهر الرياء والسمعة، بل يبتغي وجه الله تعالى بكل ما يقدمه، لذلك تجد كل إسهاماته والأعمال الخيرية التي يقدمها تكون من خلف الستار؛ وكأني به يطبق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه}.

بالإضافة إلى ذلك فإنه يفضل مشاريع التمكين وإنشاء البنى التحتية التي تعود بالنفع على المواطنين أكثر من غيرها، حيث يعرف الحاج عبد الجليل ثابت ومجموعة شركاته بدور بارز وكبير في تبني المسؤولية المجتمعية وإسهاماته الفاعلة في خدمة محافظة الحديدة وأبنائها، فهو لا يدخر جهدًا في دعم المشاريع الخدمية والخيرية التي تساهم في تحسين حياة الناس وتوفير الخدمات الأساسية لهم، ويولي اهتمامًا خاصًا لمشاريع الصحة والتعليم والخدمات، مما يعكس تعاطفه وتفانيه في خدمة المجتمع.

ومن أبرز ما يقدمه الحاج عبدالجليل ثابت -في هذا الإطار- هو دعمه المستمر لمستشفى الثورة بالحديدة، وذلك بتزويده بالأدوية والعلاجات باهظة الثمن التي لا يقدر البسطاء على شرائها من الصيدليات الخارجية، فتصبح قيمتها في صيدلية المشفى بمبلغ رمزي أو مجانا في الكثير من الحالات، وكذلك بتموين المستشفى بالمشتقات النفطية بين الحين والآخر في حال انعدامها، فضلا عن إنشائه للكثير من المدارس والمنشآت التعليمية في الحديدة أو دعمه لبناء فصول وقاعات إضافية للكثير منها، ولعل مبنى كلية الآداب بجامعة الحديدة شاهدا حيا على ما يقدمه هذا الرجل العظيم.

دعم الأحياء الفقيرة

في معظم الأحياء السكنية الفقيرة في مدينة الحديدة تحمل بين جدرانها بصمات لرجل الخير والإحسان الحاج عبدالجليل ثابت، حيث قدم دعما سخيا للأهالي الفقراء في الكثير من هذه الأحياء بإدخال عدادات المياه والكهرباء لمنازلهم، ومساهمته في توفير خدمات المياه والطاقة الكهربائية في المناطق الفقيرة ذان الكثافة السكانية العالية كالسلخانة وشارع صدام وحي الزهور وحي السلام وحارة البيضاء والزعفران والشهداء وشارع غزة… إلخ.

ومن أبرز إسهاماته -أيضا- دعم المراكز الصحية في هذه الأحياء، كمركز السلام ومركز المغتربين ومركز البيضاء وغيرها من المراكز الصحية، بالإضافة إلى دعم مستشفى السلخانة للأمومة والطفولة والتكفل بتزويده بالعلاجات وصرف حوافز إضافية للكادر الطبي والإداري فيه.

وهناك الكثير والكثير من البصمات الإنسانية والأعمال الخيرية لهذا الرجل المعطاء الذي ينفق في الخير إنفاق من لا يخشى الفقر، فلا يرد سائلا ولا يعبس بوجهه لمحتاج، بل يبذل الغالي والنفيس لمساعدتهم وتفريج كرباتهم، ناهيك عن مساعداته السخية للمرضى وتحمل تكاليف المئات بل الآلاف ممن تم معالجتهم محليا وحتى الذين استدعت حالاتهم الطبية سفرهم للخارج.

رياضي من الطراز الأول

ولأن الحاج عبدالجليل ثابت يؤمن بمقولة (العقل السليم في الجسم السليم)، فقد خاض التجربة الرياضية كأحد أبرز عشاقها، ليتم اختياره رئيسا لمجلس إدارة أحد أعرق الأندية اليمنية وأكثرها شعبية، فتولى رئاسة مجلس إدارة نادي شباب الجيل الرياضي الثقافي الاجتماعي، فكان خير داعم للشباب والرياضيين، وحول من هذا النادي ذو المبني المتهالك إلى صرح رياضي عملاق، حيث قام بإنشاء بنية تحتية لا نظير لها في الحديدة، واستجلب لاعبين وجهاز فني محترف محليين وأجانب، وفي عهده عاد لفريق كرة القدم بريقه وصعد إلى مصاف اندية النخبة.

كما تألقت فرق الألعاب الأخرى، وحققت البطولات والإنجازات، كيف لا وقد وفرت لها إدارة الحاج عبدالجليل ثابت كل مقومات النجاح، ومدتها بكل أشكال الدعم المادي والمعنوي، وعاد البريق إلى الأزرق العريق والتفت جماهيره -وما أكثرهم!- حوله لتحدث زخما جماهيرا غير عاديا واكب انتصارات الفرق الرياضية في نادي شباب الجيل الذي وجد ضالته برئاسة الحاج عبدالجليل ثابت الأب الحنون لكل شباب ورياضيي الساحل الغربي.

هذا هو الحاج عبدالجليل ثابت، رجل اختار أن يكون عكس معظم رجال الأعمال في اليمن الذين اقتصر عطاؤهم على توزيع السلل الغذائية لإشباع بطون المحتاجين_ وحتى وان  كانت ضمن ما يقوم به من اعمال الخير و لكنها  ليست كل شيء يقدمه  _فاختار أن يكون عطاؤه لتنمية العقول والرعاية الصحية للمواطنين بعيدا عن ألسنة المداح والواصفون، وقدم الكثير من الخدمات التي تتسم بالديمومة والبقاء لتنتفع بها الأجيال المتعاقبة كالمدارس والمستشفيات صدقة جارية تؤتي أكلها كل حين وتعود عليه برضوان رب العالمين، وتخليدا لذكره في جدران الزمن باقيا ما بقي الليل والنهار.

 

Related posts