إبراهيم الحجاجي
افتتح دولة رئيس الوزراء بحكومة تصريف الأعمال الدكتور عبدالعزيز بن حبتور اليوم بصنعاء أعمال المؤتمر العلمي الرابع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وضمان جودة التعليم العالي الذي ينظمه على يومين مركز تقنية المعلومات في التعليم العالي بالشراكة مع مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة بمشاركة محلية ودولية واسعة.
وأشاد رئيس الوزراء بمركز تقنية المعلومات في التعليم العالي لإقامة هذه المؤتمر العلمي الذي يلامس المجالات المتصلة بالتعليم وأنظمة المعلومات الحديثة، خاصة ما يعرف بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح الى جانب تعليم أنظمة المعلومات الحديثة، حيث أصبح هذان المجالان من أهم المجالات شيوعاً ويتجه العالم إليها بقوة وتطبيقها في مختلف المجالات خاصة في التعليم والتعليم العالي.
وقال بن حبتور إن أهمية هذا المؤتمر تكمن بمناقشة واحداً من أهم ظواهر التقنية الحديثة، وهو ما يتوجب استغلال الذكاء الاصطناعي بما يخدم التعليم والتعليم والتكنولوجي بما يخدم بلدنا وأجيالنا ومواكبة هذا التطور التقني الذي أصبح يمثل ظاهرة ذو حدين بإيجابياتها وسلبيتها، وهو ما يتوجب مواجهة سلبيات الذكاء الاصطناعي الذي يستغل لدى الكثير بتزييف وثائق ونماذج في مختلف المجالات، آملاً أن يخرج المؤتمر بتوصيات تخدم الأهداف التي وضعها وتفيد قطاع التعليم العالي والبحث العلمي ومؤسساته بالدرجة الاولى، وتستفيد منه الجهات ذات العلاقة ومجالات التنمية الأخرى.
تطرق رئيس الوزراء على هامش انعقاد المؤتمر الى مستجدات الأحداث في المنطقة، وما يرتكبه العدو الصهيوني من جرائم وحشية بحق ابناء غزة الذين يموتون بالمئات يومياً دون أن يكترث هذا العدو العنصري لأي قيم أو انسانية، وأمام مسمع ومرأى العالم أجمع وفي مقدمته العرب الذين سارع البعض منهم بالوقوف علناً مع الكيان الصهيوني، مؤكداً أن موقف اليمن قيادة وحكومة وشعباً وبتدخل عسكري مباشر نصرة للشعب الفلسطيني يعتبر واجب بسيط ودور ديني وقومي وأخلاقي أياً كانت تأثيرات هذا الموقف، إلا أن المشاركة اليمنية الى جانب محور المقاومة ستظل مشاركة عظيمة ومحمودة سيتحدث عنها التاريخ في المستقبل بأن الشعب اليمني التزم بواجبه ضد العدو الاسرائيلي.
من جانبه أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة تصريف الأعمال رئيس المؤتمر حسين حازب، حرص الوزارة والمؤسسات التابعة لها، على مواصلة الجهود الرامية للنهوض بالتعليم العالي من خلال تعزيز أداء مؤسساته في مختلف الجوانب، مشيراً إلى الإنجازات التي حققتها الوزارة ضمن الرؤية الوطنية وفي مقدمتها تطوير الأداء الجامعي وتوفير مقومات العملية التعليمية وتجويد خدماتها ومخرجاتها ومواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية والتركيز على البحث العلمي وتوجيه الباحثين والأكاديميين نحو البحوث والدراسات التي تخدم التنمية والمجتمع.
وذكر أن المؤتمر يركز على أحد أهم علوم العصر المتمثل في تقنيات المعلومات والتطبيقات الحديثة المعروفة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.. لافتا إلى أهمية مواكبة هذه الثورة العلمية التي لها عظيم الأثر على التعليم العالي، معبراً عن الشكر لقيادتي مركز تقنية المعلومات ومجلس الاعتماد الأكاديمي لما حققاه من إنجازات ملموسة خاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والأتمتة وإعداد المعايير الوطنية وتوصيف البرامج الأكاديمية.
وكان المدير التنفيذي لمركز تقنية المعلومات في التعليم العالي رئيس المؤتمر الدكتور فؤاد حسن عبدالرزاق، قد استعرض أبرز الانجازات التي حققتها المؤتمرات العلمية الثلاثة السابقة، أهمها الإطار الوطني للمؤهلات وتصنيف البرامج الأكاديمية وفقاً للمعايير اللازمة، وإنجاز عدد من مشاريع الأتمتة ذات العلاقة بالعمل المشترك.
وأوضح أن تحديد “تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي” موضوعاً لهذا المؤتمر كان بعناية واهتمام كبيرين للتركيز على دوره وتأثيره على التطور الأكاديمي وجودة التعليم، في الوقت الذي تلعب التكنولوجيا دوراً مهماً في خبرات التعلم الفردية، والسماح للأكاديميين والمدرسين بتطوير أساليب التدريس والبحث العلمي، وإمكانية أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تحليل كميات هائلة من البيانات التعليمية لتحديد أنماط تحسين وتصميم البرامج الأكاديمية والمقررات الدراسية.
من جهته أشار رئيس مجلس الاعتماد الأكاديمي الدكتور أحمد الهبوب إلى دور التكنولوجيا الذكية في تحسين حياة الإنسان والتي تقتضي استيعاب المخاطر المصاحبة لهذه التقنية الذكية وحوكمة استخدامها في مختلف المؤسسات، لافتاً إلى أهمية استجابة الجامعات اليمنية لهذا النوع من التكنولوجيا لترقى إلى مستوى التحدي.. مبينا أن هذا المؤتمر يمثل إضافة نوعية واستجابة واقعية لمتطلبات استخدام الثورة التقنية الذكية في مؤسسات التعليم العالي في اليمن.
بدوره بين رئيس اللجنة العلمية الدكتور محمد ضيف الله، أن الذكاء الاصطناعي وجودة التعليم يتكاملان مع بعضهما كثورة تكنولوجية لها القدرة على إحداث تحول جذري في مختلف المجالات، كما استعرض الإنجازات التي تحققت على المستوى العربي والدولي في استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، وكذا تطلعات اليمن في هذا المجال بالاستفادة مما يمتلكه من خبرات.. مشيرا إلى أن المؤتمر يسعى لتشجيع المؤسسات التعليمية على استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل فعال وآمن ورفع مستوى الجودة وتعزيز فرص الطلاب والمعلمين لتحقيق أفضل النتائج.
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز الوعي بأحدث التطورات في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وضمان جودة التعليم العالي، وتشجيع البحث العلمي وتعزيز التطوير التكنولوجي والابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعاون بين المؤسسات التعليمية والشركات والحكومات في تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في البلد وتحديد التحديات والمشكلات التي تواجه استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي ووضع الحلول الممكنة.
ويناقش ما يقارب 700 مشارك ومشاركة من مختلف محافظات الجمهورية ستة محاور حول ” متطلبات تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التعليم، وكيفية استخدام هذا النوع من التكنولوجيا في ضمان جودة التعليم العالي وتطبيقاته، والتحديات والمخاطر التقنية والأخلاقية لاستخدام هذه التكنولوجيا في التعليم العالي، والتوجهات والتهديدات المستقبلية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي”.
