تقرير: حملة الصين على تعدين العملات المشفرة لا يمكن وقفها

شنت الصين في الأسابيع الأخيرة، حملة شديدة ضد تعدين العملات المشفرة، شملت إغلاق العمليات في ما لا يقل عن خمس مقاطعات أو مناطق غنية بالفحم أو الطاقة الكهرومائية.

واعتبر محللون أن السياسة البيئية للصين هي عامل رئيس في تلك الحملة، بعد أن أسفرت سياسة ”حياد الكربون“ عن نقص في الطاقة داخل البلاد، بسبب الانخفاض الحاد بالطاقة التي تعمل بالفحم، والتي تسهم بأكثر من 57% من استخدام الطاقة في الصين.

وقال وينستون ما أستاذ القانون المساعد في جامعة نيويورك ومؤلف كتاب ”الحرب الرقمية – كيف تشكل قوة الصين التكنولوجية مستقبل الذكاء الاصطناعي“، إنه ”سيتعين على الصين البحث كثيرا في شبكة الكهرباء الخاصة بها لسد تلك الفجوة“.

وأشار موقع ”كوين ديسك“ الأمريكي ،الذي يرصد أسواق العملات المشفرة في العالم، إلى أن سياسة حياد الكربون في الصين لها هدفان، وهما: جعل انبعاثات الكربون في البلاد تصل ذروتها قبل 2030، وتحقيق حياد الكربون بحلول 2060؛ ما يعني الوصول إلى صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصفرية في مرحلة ما قبل هذا الموعد النهائي.

ولفت الموقع إلى أنه وفقا لهذه السياسة، تحتاج الصين إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم إلى النصف بحلول عام 2030، مضيفا أنه من أجل تحقيق هذا الهدف يجب عليها إغلاق أو تعديل أو وضع طاقة احتياطية تصل إلى 364 جيجاوات من الطاقة التي تعمل بالفحم (أي نحو ثلث إجمالي الطاقة في البلاد).

وقال آرثر لي، مؤسس شركة تعدين الطاقة النظيفة ومقرها بكين، إنه ”لأسباب تتعلق بالاستقرار المالي وأمن الطاقة، قد ترغب الحكومة الصينية باتخاذ إجراءات صارمة جدا ضد تعدين وتداول العملات الرقمية“.

سقوف صارمة

وأوضح التقرير أن الصين وضعت سقوفا صارمة لانبعاثات الكربون، وستسعى جاهدة لتحقيق أهداف المناخ، وفقا لتقرير صادر عن وسائل الإعلام الحكومية العام الماضي، الذي نوه إلى أن الحكومات المحلية، خاصة تلك التي تعتمد على الطاقة وتعمل بالفحم في شمال الصين، تكافح لتحقيق أهداف مناخية حددتها الحكومة المركزية.

وأفاد بأن كبار منتجي الطاقة المعتمِدين على الفحم -مثل: منغوليا الداخلية، وشينغيانغ، اللتين كانتا سابقا أكبر مركزين للتعدين في الصين- كانوا من بين المناطق الأولى التي تلقت توجيهات لشن حملة على الشركات ذات الاستهلاك المرتفع للطاقة، بما في ذلك أعمال التعدين المتعلقة بـ“بتكوين“ أكبر عملة مشفرة في العالم.

ونقل التقرير عن وسائل إعلام صينية قولها إن ”مثل هذه التغييرات الجذرية واجهت رد فعل عنيفا من الشركات والحكومات المحلية“.

وفي تقرير لصحيفة ”الشعب“ الرسمية صرح كبار المسئولين الحكوميين، بأن هناك أصواتا تدعو إلى خفض سقف الانبعاثات، لكن المسئولين لم يردوا بشكل مباشر على ما إذا كانت الحكومة المركزية ستقدم أي تنازلات بشأن هذه الحدود المطلقة لانبعاثات الكربون.

وقال ”كوين ديسك“ في تقريره، إنه ”على هذه الخلفية دعت لجنة الاستقرار المالي والتنمية التابعة لمجلس الدولة الصيني إلى شن حملة على تعدين وتداول العملات الرقمية في أيار/مايو الماضي، ويتم تنسيق الحملة بشكل جيد بين مختلف الإدارات، وقد تم تنفيذ سياسات مشابهة بهذا الحجم بشكل كامل تاريخيا، ولا يمكن عكسها في المستقبل ”.

ارم