مساعي  السعودية والإمارات على اخراج اليمن  من طريق الحرير الصيني ..!

عبدالمحيد زبح

قبل سنوات من الآن أفصح الرئيس الصيني شي جين بينغ عن مبادرة “حزام واحد طريق واحد” في خريف عام 2013، إلا أن إطلاقها رسميًا كان في مارس/آذار2015 من قبل حكومة بيجين، والتي تعهدت بإنفاق 124 مليار دولار لمخططات طريق الحرير، وتتأسس استراتيجية الطريق والحزام على خمسة محاور أساسية:

تنسيق السياسات، وترابط الطرقات، وتواصل الأعمال، وتداول العملات، وتفاهم العقليات. تنحو هذه المفاهيم نحو تجسيد قواسم مشتركة بين الصين وشركائها بغرض تعزيز فرص التعاون وتبادل المصالح.

 وتكتسب هذه الرؤى أهمية أكبر نظرًا لأن دولة قوية كالصين تسندها وتعزز إجراءات تنفيذها بموارد مادية ضخمة، وهذا يدل على أن الصين عازمة على المضي نحو لعب دور أكثر فاعلية يواكب تطلعاتها القارية والعالمية عبر تفعيل الأدوات الاقتصادية والمالية.

وعلى مسار تنفيذ استراتيجية الطريق والحزام تمتلك الصين شواغل ذات طبيعة أمنية صِرفة، فبعد أن اتخذت خطوات فعلية لفرض هيمنة كاملة على بحر الصين الجنوبي، يبدو أن ثمة جدية في التوسع المائي باتجاه المحيط الهندي والبحر الأحمر وهذا ما جعل الصين تساهم في مهام أمنية غرضها توفير الحماية اللازمة لخطوط الشحن البحري. وهذا يدعم رؤية تحول الصين من استراتيجية “مراقبة البحر” إلى استراتيجية “إدارة البحر”. ويؤكده أيضا قيام الصين في ديسمبر من عام 2019 بمناورات عسكرية بحرية مشتركة مع وروسيا وإيران في المحيط الهندي وقبالة سواحل عمان، ما يعني أن الصين عازمة على مزاحمة الولايات المتحدة بالقيام بواجبات أمنية حيال خطوط الشحن، وهي خطوة عملية يمكن أن تؤدي بدورها إلى وجود أمني صيني أكبر في المياه الإقليمية والبحر الاحمر وجغرافية منطقة الشرق الأوسط.

واليمن هنا سوف يكون محل اهتمام الاستراتيجية الصينية وهدف الصين في اليمن يتجه نحو  المناطق الحرة في اليمن مع حضور صيني دبلوماسي واقتصادي مكثف في الفترة  الماضي، وهو ما جعل الصين تظل بعيده عن الصراع في اليمن من اجل ان تظل ممسكه بالعصى من الوسط وعلى مسافة واحدة وتتمتع بعلاقات جيدة مع حكومة صنعاء والحكومة المقيمة بالسعودية وحتى مع الجانب السعودي.

تربط اليمن والصين علاقات تجارية واقتصادية واسعة منذ عقود، غير أنها تعرضت لاضطرابات خلال السنوات الماضية من عمر الحرب والصراع الدائر  والذي تسعى السعودية أن يكون صراع دائم يعجل اليمن غير مستقر  وبعيد اهتمام

الدول العظمى التي تسعى لبناء علاقات تجارية واقتصادية واستثمارية .

بعد أطلاق مبادرة الطريق والحزام  توجه الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى زيارة الصين في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، وجاء قرار عقد شراكة مع الحكومة الصينية لتطوير ميناء عدن بعد إلغاء تعاقد شركة موانئ دبي العالمية التي كانت تستأجر ميناء عدن الاستراتيجي، وطرحت الحكومة اليمنية خطة تطوير القدرة الاستيعابية للميناء الذي ظل طوال فترة إدارة الشركة الإمارتية مهجورًا، فأقر الجانب الصيني تخصيص ما يزيد عن نص مليار دولار لتنمية الميناء، في خطوة كان سيترتب على نجاحها تحقيق مكاسب استراتيجية، وكذلك تحرير السياسة الخارجية اليمنية من التبعية للإمارات والسعودية .

الزيارة جعلت السعودية والامارات تشعر بالخطر وعقدا العزم الى التأجيل بمخطط إدخال اليمن  دوامة الحرب الدائرة، وهو ما جعل الصين تعلق العمل بالاتفاقية الموقعة فاليمن يعتبر مهم للغاية بالنسبة للصين ويبدو أن حساسية الموقع الجيوسياسي- والاقتصادي الذي تحتله اليمن عزز من هشاشة الوضع السياسي وعجل بالحرب التي خططت لها السعودية وساعدتها الامارات رغم المتناقضات بينهما  .

فعلى سبيل المثال اتضح أن دخول دولة الإمارات على خط الأزمة اليمنية كان من بين عناصر أجندتها إعادة فرض الهيمنة على ميناء عدن الاستراتيجي، وتخشى الإمارات من قيام الصين بتطوير الميناء كون ذلك قد يهدد وضع دبي كمركز تجاري إقليمي، لأسباب ليس أقلها أن الإمارات تتطلع إلى أن تصبح البوابة الرئيسة في المنطقة، وهو ما جعلها تعطل عمل الحكومة التي بموجبها دخلت الحرب في اليمن او بشكل صحيح تستمد منها مشروعية دخولها اليمن لم تكتفي الامارات بذلك بل جعلها تصنع لها وكلائها محليين وحالت دون امتلاكهم قرارًا سياديًّا على الميناء.

طموح الصين في توسع واليمن ضمن ذلك المخطط حتى وان حاولت السعودية بجميع الوسائل ان تعطل ذلك من خلال خلق صراعات وتمزيق النسيج الاجتماعي وتفكيك اليمن  وكل ذلك من اجل إخراج اليمن مشروع طريق الحرير الصيني قبل فترة عقدة السعودية اتفاق مع الصين على ميناء جيزان من أجل يكون بديلا عن ميناء عدن لكن ذلك لن يلبي رغبة الصين وليس بالأهمية التي تجعل الصين تستغني عن ميناء عدن والممر الدولي ( باب المندب ).

 كل ذلك التخطيط والتنافس ومحاولة السعودية خلق صراعات وتدمير اليمن عبر كل الوسائل وخلق ادوات متصارعة وإضعاف الحكومة التي تدعي أمام العالم انها تدعمها ودخلت الحرب من اجل فرضها من اجل ان تظل مسيطرة ومهيمنة على القرار السيادي فالسعودية تعمل على استراتيجية توسعة وتبني علاقاتها على حساب تدمير جيرانها.

By admin