رغم أن هذا من البديهيات، إلا أن عمل مراجعة لمبادئ التسويق يعد أمراً ضرورياً لإبقاء التسويق على المسار السريع للنجاح. وأول خطوة هي الاتفاق على دور التسويق في الشركة. كثير من الناس يركزون على عنصر واحد من عناصر التسويق مثل الإعلان ويعتقدون أن هذا هو دور التسويق. والبعض الآخر يخلطون بين التسويق والمبيعات أو إدارة المنتجات. التفكير الأول من الممكن أن يؤدي إلى نشاط قصير الأمد يلهث وراء الإيرادات ويسفر عن مكاسب لا تخدم أهداف عملية التسويق على المدى البعيد.
وقد يكن التأثير أسوأ من ذلك، فمن الممكن أن يسفر الأمر عن تدمير العلامة التجارية أو هوامش الربح. إن الاتجاه السائد الذي يقلل من التركيز على رضا العميل ويؤكد على التركيز على الخبرة التي يكتسبها العميل يعد عاملاً أساسياً في التسويق في الوقت الحاضر، لكنه أيضاً مجرد جزء واحد من الصورة.
إن قوام التسويق هو التوفيق بين قدرات وإمكانيات المؤسسة ورغبات واحتياجات العملاء. وعلى الرغم من أن هذا يبدو بسيطاً، فناك متغيرات كثيرة في هذا الصدد ومن هنا يحدث الكثير من الالتباس في الأمور، فالتسويق لا يدور فقط في فلك الإعلان عن المنتجات من أجل إيجاد بعض العملاء لشراء ما لدينا من منتجات.
وبالمثل، لا يدور التسويق فقط في فلك عمل أبحاث عن العملاء من أجل معرفة رغباتهم واحتياجاتهم لتقديم المنتجات أو الخدمات المناسبة.
إن التسويق عملية مستمرة تفاعلية متوازنة يتم من خلالها تقديم وتحديد العروض بين العملاء المستهدفين والشركة.
ويجب أن تعتبر كل التعاملات مع العملاء الحاليين أو المتوقعين أو غيرهم من أصحاب المصلحة في السوق فرصاً يمكن وضعها في هذه المعادلة، ومن ثم يمكن معرفة ردود الأفعال تجاه عروضك بالإضافة إلى معرفة متطلبات السوق.
نظراً لأننا في معظم الظروف لا نتعامل مع العميل وكأنه صفحة بيضاء، وإنما نتعامل مع عملاء تم تقديم عروض متعددة لهم من قبل، فإن أول تحد ربما يمكن في عرض المنتج أو السلعة.
إذن فالمهمة الأولى تتمثل في تحديد الجمهور المستهدف للعرض. وتعد عملية تقسيم السوق إلى قطاعات من أصعب المهام التي نواجهها لسببين: السبب الأول يرجع للتعقيد المتمثل في عدد المتغيرات والتبديلات في رغبات واحتياجات العميل المستهدف.
والسبب الثاني هو المحاولة المفهومة للحصول على رضا قطاع عريض من الجمهور قدر الإمكان، وهذا يؤدي على سبيل المثال إلى قيام الشركات بتحديد قطاعات مثل” الشركات الصغيرة والمتوسطة التي يقل عدد موظفيها عن 100 موظف” وتجعلها هدفاً لها، كما ل أن تلك الشركات التي يقدر عددها بالآلاف في المملكة المتحدة لها نفس الرغبات والاحتياجات، وبالمثل، فإن “الأسر ذات الأطفال الذين لم يناهزوا سن المراهقة” تعد عميلاً مستهدفاً مختلفاً ومتفاوتاً، ومن ثم يمثل قطاعاً غير ذي معنى.
تمكن البراعة هنا في تقسيم الجمهور إلى قطاعات يمكن العمل على كل واحد منها على حدة سواء فيما يتعلق بإسهاماتك أو ردود أفعال الجمهور المستهدف.