في خطوة تعكس أسمى معاني التراحم والتكافل الاجتماعي، وتزامناً مع الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف، أعلنت الهيئة العامة للأوقاف اليمنية عن تقديم دعم مادي ومعنوي لمؤسسة “الشفقة” لرعاية مرضى الفشل الكلوي والسرطان في العاصمة صنعاء. يأتي هذا الدعم ضمن المرحلة الرابعة من مشروع “وتعاونوا على البر والتقوى” ومبادرة “تسهيل” التي تستهدف الايتام والمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة ومرضى السرطان والفشل الكلوي.
نُظمت فعالية خاصة في مقر مؤسسة “الشفقة”، بحضور رسمي، لتكريم المرضى وتسليط الضوء على معاناتهم. تقدم الحضور الأستاذ عبدالله علاو، نائب رئيس الهيئة العامة للأوقاف، الذي ألقى كلمة مؤثرة أشاد فيها بالدور البطولي الذي تلعبه مؤسسة “الشفقة”، واصفاً إياها بأنها “نموذج فريد في العمل الإنساني ومنارة أمل للمرضى في ظل ظروف بالغة الصعوبة”.
وأعلن علاو عن استجابة الهيئة الفورية لمناشدات المؤسسة، مؤكداً أن الهيئة ستعمل على تخصيص مساعدة مالية شهرية، وفقاً لإمكانياتها المتاحة، بهدف تمكين المؤسسة من الاستمرار في تقديم خدماتها الصحية والطبية الحيوية لهذه الشريحة الهامة من المجتمع.
من جهته، أطلق الأستاذ حميد اليادعي، عضو مجلس أمناء مؤسسة “الشفقة”، نداءً إنسانياً عاجلاً، مشيراً إلى “الحاجة الملحة لدعم المؤسسة في ظل التزايد المستمر والمقلق لأعداد المصابين بالفشل الكلوي والسرطان”. واستعرض اليادعي الخدمات التي تقدمها المؤسسة لنزلائها القادمين من مختلف المحافظات، والتي تشمل الرعاية الصحية والإيواء والدعم النفسي.
ووجه نداءه إلى هيئة الأوقاف والجهات الحكومية ورجال المال والأعمال، داعياً إياهم إلى “مد يد العون لتمكين المؤسسة من مواصلة رسالتها النبيلة وإنقاذ أرواح مئات المرضى الذين لا يجدون سبيلاً آخر للعلاج”.
في كلمة مؤثرة نيابة عن نزلاء المؤسسة، عبر عبدالرحمن الأهدل عن عميق شكره وامتنانه لهذه المبادرة، مشيداً بكل الجهود الخيرية التي تستهدف تخفيف آلامهم، سواء من القائمين على المؤسسة أو من الهيئة العامة للأوقاف. وأشار إلى أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف يمثل مناسبة عظيمة تتجلى فيها قيم الإحسان والرحمة التي حث عليها الدين الإسلامي، وتدعو إلى تعزيز التكافل الاجتماعي ورعاية الفئات الضعيفة كالأيتام والمرضى.
لم تقتصر المشاركة على الكلمات، بل تبعتها خطوات عملية. حيث قام الأستاذ عبدالله علاو بجولة تفقدية في أقسام المؤسسة، اطلع خلالها على الأوضاع الصحية للمرضى واستمع إلى احتياجاتهم بشكل مباشر. وأكد أن هذه الزيارة تأتي ضمن مشروع أوسع تتبناه الهيئة لدعم دور الأيتام، ومرضى السرطان والفشل الكلوي، وذوي الاحتياجات الخاصة، تجسيداً للمبادئ الإسلامية السامية.
وفي ختام الفعالية، قدمت الهيئة العامة للأوقاف مساعدات مالية رمزية للمرضى، في لفتة إنسانية تركت أثراً عميقاً في نفوسهم وعززت الأمل لديهم. وبدورها، قامت إدارة المؤسسة، ممثلة برئيسها الأستاذ واثق القرشي، بتكريم الهيئة العامة للأوقاف بدرع تذكاري، تقديراً لجهودها ودعمها المستمر.
تؤكد هذه المبادرة أن التكاتف المجتمعي هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات الإنسانية، وأن الخير يظل شعلة لا تنطفئ في وجه المعاناة، ليبقى التكافل الاجتماعي عنواناً لمجتمع متراحم ومتعاون.