في خضم التحديات التي يواجهها اليمن، وتزامناً مع حملة وطنية متصاعدة، دشن ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة واسعة النطاق، كانت بمثابة نداء للروح الوطنية، وصيحة لاستعادة الكرامة، ورؤية لمستقبل تزهر فيه الأرض وتنهض فيه الصناعة.
حملة “صنع في اليمن”، التي تعكس وعياً متنامياً بأهمية الاكتفاء الذاتي والتوطين كطريق وحيد للنهضة والسيادة توحدت فيها الأصوات الافتراضية في فضاء الإنترنت، لتروي حكاية وطن ينبض بالخيرات الكامنة، ولتدعو إلى التفاتة حقيقية نحو الداخل.
كرامتك في استقلال اقتصادك” هي معادلة بسيطة وعميقة في آن واحد: حين ينهض الإنتاج المحلي، ينهض معه الشعب كله. والصناعة الوطنية، بما توفره من فرص عمل وتزيد من دخل البلاد، ليست مجرد أرقام، بل هي درع يحفظ كرامتنا الاقتصادية. ومن هنا، يتردد صدى الدعوة للفخر بكل منتج يمني وحمايته، فهو رمز لعزمنا وإصرارنا.
وتأكيداً على هذه الرؤية، تبرز “عبارة على شكل سؤال لماذا ندعم المنتج اليمني؟” وبالتأكيد الإجابة تتجاوز فكرة مجرد سلعة. واختيار المنتج اليمني هو دعم مباشر لمصنع يبقيه قائماً، لمزارع يثبت في أرضه، لصياد يحافظ على عمله في بحره. إنه ليس خياراً ترفيهياً، بل هو حياة واقتصاد وسيادة وقرار وطني يعزز الاقتصاد ويحمي المجتمع بأسره.
وتأتي “الحملة لتضع المسؤولية على عاتق كل فرد: “قرارك اليوم يصنع اقتصادك غداً”. والتوطين لا يبدأ من الحكومة فحسب، بل من بيوتنا. وهي دعوة لاختيار المنتج المحلي، وتشجيع الأبناء على فهم أهمية الإنتاج الوطني، ومشاركة المنشورات التوعوية، والمطالبة بتحسين الجودة بدلاً من هجر المنتجات المحلية. وكل خطوة صغيرة، تصنع فرقاً عظيماً.
ومع دخول الحملة أسبوعها الخامس تتعمق الرسائل، وتصبح أكثر تحديداً فاليمن يملك أرضاً خصبة وبحراً متنوع الثروات، لكن المفارقة المؤلمة أننا نأكل من إنتاج الآخرين. فهل يعقل أن يكون لدينا كل هذه المقومات ولا ندعم من يزرع لنا، ويصطاد لنا، وينتج لنا؟ إنها دعوة للوعي بالكنوز التي بين أيدينا.
وختاماً، تجمع الرسائل كلها في جوهر الحملة التوعوية المفتوحة لدعم التوطين وحماية الإنتاج المحلي. “البطاقة بدون رقم” تلخص كل شيء: “التوطين يبدأ منك!” كل مرة تختار منتجاً محلياً، فأنت تدعم زراعة وصناعة يمنية، وتشجع استثماراً، وتخلق فرص عمل. الاستيراد الزائد يرفع الأسعار ويضعف العملة. أما التوطين، فهو طريقنا لتعافي الاقتصاد. وتلخص الدعوة الشاملة في وسم: “#لا_للاستيراد_العشوائي، #نعم_لتقنين_الواردات، #نعم_للتوطين_وحماية_الإنتاج_المحلي”. وشعار الحملة، الذي يزين كل هذه الرسائل، هو دعوة لكل يمني: “ساهم معنا في نشر الوعي”.
هذه الحملة هي بذرة وعي تُغرس في أرض المجتمع، لتنمو منها شجرة الاكتفاء الذاتي والكرامة الوطنية. إنها شهادة حية على إيمان اليمنيين بقدرتهم على بناء مستقبلهم بأيديهم، وعلى إعادة إحياء النبض الاقتصادي الذي سينعكس على كرامة كل فرد في هذا الوطن الأبي.