في خطوة نوعية تُعد انطلاقة واعدة لمسار الصناعة الوطنية، دشّنت شركة أسمنت دار اليمن المحدودة، اليوم 12 يوليو 2025، باكورة إنتاجها رسميًا، بإطلاق أول كيس إسمنت يحمل اسم الشركة، إيذانًا بدخولها العملي إلى سوق البناء والتشييد، بجودة منافسة ومعايير تصنيع عالمية.
وأكد مدير عام الشركة الأستاذ أحمد المنصب، أن “دار اليمن” أصبحت جاهزة لضخ منتجها الجديد “الأسمنت البورتلاندي” بسعة 50 كجم إلى السوق المحلي، وهو منتج مصنع وفقًا لأحدث المواصفات الفنية الأوروبية والأمريكية المعتمدة (EN 197-1:2011)، بما يلبّي حاجة السوق اليمني لمادة أساسية تُعد حجر الزاوية في مشاريع الإعمار والتنمية المستدامة.
وأضاف “المنصب” أن هذا الإنجاز جاء ثمرة تخطيط استراتيجي وجهود متواصلة على مدى سنوات، تكللت بتشغيل خطوط إنتاج متطورة، وتوظيف كفاءات هندسية وفنية عالية التأهيل، مشيرًا إلى أن “أسمنت دار اليمن” ليس مجرد علامة تجارية، بل مشروع وطني يسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتوفير منتج يمني بمعايير تصنيع عالمية.
وأوضح مدير عام الشركة، أن المنتج خضع لاختبارات صارمة في معامل متخصصة، وأثبت توافقه الكامل مع المواصفات القياسية، مؤكدًا التزام الشركة بتطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة في جميع مراحل التصنيع، من المواد الأولية وحتى التعبئة والتوزيع.
داعياً كافة المقاولين والمستهلكين والموزعين إلى تجربة المنتج الجديد، مؤكدًا حرص الشركة على تقديم إسمنت عالي الجودة بأسعار منافسة، مع توفير خدمات ما بعد البيع، بما يعزز مفهوم الشراكة الحقيقية بينها وبين عملائها في مختلف القطاعات الإنشائية.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن تدشين “دار اليمن” لمنتجها اليوم يمثل بداية مرحلة واعدة، وأن الشركة عازمة على التوسع في قدراتها الإنتاجية، تماشيًا مع نمو الطلب المحلي واحتياجات المشاريع الكبرى، مع تطلعها للوصول إلى الأسواق الإقليمية مستقبلاً.
ويُعد مصنع “أسمنت دار اليمن”، التابع لشركة المناصب للتجارة المحدودة، من المشاريع الصناعية الرائدة في الجمهورية اليمنية، وقد جاء في توقيت حاسم تراهن فيه البلاد على النهوض بالقطاعات الإنتاجية، وتحفيز رؤوس الأموال الوطنية للاستثمار في مجالات حيوية تدعم التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار.
وتبلغ تكلفة المشروع 50 مليون دولار أمريكي، تشمل إنشاء المصنع ومحطة الكهرباء الخاصة به بقدرة 21 ميجاوات تعمل بالمازوت، ويتميّز المصنع بقدرته على إنتاج جميع أنواع الإسمنت المطلوبة محليًا وخارجيًا، وفق جودة أوروبية وسعودية منافسة لأعلى المعايير العالمية.
ومن المقرر أن يبلغ الإنتاج السنوي في المرحلة الأولى 500 ألف طن من الإسمنت، مع قدرة الشركة على التوسع التدريجي في الإنتاج مستقبلاً، بما يلبّي متطلبات السوق المحلية والدولية، ويواكب التطلعات التنموية للبلاد.
وقد شهد حفل التدشين حضور عدد من القيادات الإدارية والفنية بالشركة، حيث جرى التوقيع الرمزي على أول كيس إسمنت من قبل مسؤولي الإنتاج والجودة، في لحظة عبّرت عن الفخر والثقة بكفاءة التصنيع المحلي.