حين تلتزم الشركات الكبرى بالابتكار كموقف تنموي

صادق الجابري

في أبريل 2024م وأنا أتابع فعاليات مختبر الابتكار الاجتماعي الذي نظمته وحدة مبادرات التنمية الاقتصادية التابعة لمجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه، بالشراكة مع مؤسسة رواد الأعمال في مدينة المكلا، بدا واضحًا أن الابتكار بالنسبة للمجموعة ليس شعارًا للترويج المؤسسي، بل خيارًا تنمويًا مدروسًا تنخرط فيه بروح الشراكة، وبدافع من الإيمان الحقيقي بقدرة الشباب على التغيير.

ما شاهدته وسمعته في تلك الفعالية، من تفاعل الشباب، وتعدد الأفكار، وجدية الطرح، وحضور القطاع الخاص كممكن وشريك، دفعني للتأمل في الأثر الذي يمكن أن تصنعه المؤسسات الاقتصادية حين تتحول من متفرج إلى فاعل، ومن ممول إلى شريك تنفيذي وراعي للتمكين.

ولم يكد يمضي وقت طويل حتى جاء الإعلان عن مبادرة أخرى للمجموعة في قطاع التعليم، وهذه المرة **بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي**، لتؤكد مرة أخرى أن حضورها في ميدان التنمية والابتكار ليس مؤقتًا ولا اعتباطيًا، بل مدفوعًا برؤية استراتيجية تتدرج من الفعل المحلي إلى التأثير المؤسسي الأوسع.

هذه الخطوات المتتابعة تؤكد – من وجهة نظري – أن دعم الابتكار لا يقتصر على إنشاء منصات أو رعاية فعاليات، بل يشمل بناء بيئة تسمح للأفكار بأن تنمو، وللشباب بأن يجربوا، ويخطئوا، ويتعلموا، ويواصلوا الطريق بثقة.

لقد أصبح من النادر أن نجد شركة محلية تتعامل مع **الابتكار الاجتماعي** كمسار تنموي متكامل، يربط بين الاقتصاد والمجتمع، ويضع الشباب في قلب المعادلة. ولهذا أرى أن ما تقوم به مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه هو أكثر من مجرد دعم… إنه **موقف**.

موقف يراهن على الإنسان، ويمنح الثقة، ويفتح النوافذ أمام المستقبل، لا بإعلانات موسمية، بل بمبادرات تُبنى على التراكم، وتُدار بمهنية، وتُحاكي الواقع بواقعية وجرأة.

وحين ينسجم الفعل مع الرؤية، فإن النتائج تأتي… وربما تتجاوز التوقعات.

By admin