نال الباحث سمير احمد علي الحيدري درجة الدكتوراه بامتياز من جامعة صنعاء كلية العلوم قسم العلوم الحياتية تخصص علم النبات عن رسالته الموسومة بـ التحليل الكيمونباتي لأصناف البُن اليمني المزروعة في اليمن
(Phytochemical Analysis of Coffee (C. arabica. L) Cultivars grown in Yemen.)
وتكونت لجنة المناقشة والحكم من أ. د نبيل علي المخلافي أستاذ كيمياء المنتجات الطبيعية جامعة ذمار ممتحناً خارجيا رئيسا وأ . د حسن محمد ابراهيم استاذ علم التصنيف جامعة صنعاء كلية العلوم ممتحناً داخلياً عضواً . و أ. م . د فاطمة احمد الحدي أستاذ فسيولوجيا النبات المشارك جامعة صنعاء كلية العلوم مشرفا رئيسياً وعضواً وحضور عدد من الأكاديميين والباحثين والطلاب والمهتمين وعدد من زملاء الباحث وأفراد أسرته.
وتكمن أهمية الدراسة انه وعلى الرغم من الدراسات العلمية السابقة التي أفادت بوجود العديد من المركبات الكيميائية النباتية وتحديد الكافيين وحمض الكلوروجينيك الا ان أي منها لم يدرس التأثير او الارتباط بين هذه المركبات والعوامل البيئية وتحديد الخواص الفيزيائية والكيميائية للتربة , حيث أجريت الدراسة على زراعة بذور وقشور القهوة العربية في اليمن على أربعة الأصناف الرئيسية (البرعي، الدوائري، التفاحي والعديني). في ثلاثة مواقع هي مديرية حراز (محافظة صنعاء)، ومديرية حفاش (محافظة المحويت)، ومديرية القفر (محافظة إب)
وتوصلت الدراسة الى العديد من النتائج منها:
ظهرت قشور وبذور البن غير المحمصة اختلافات كبيرة في محتوى الكافيين بين الأصناف الأربعة المدروسة، متأثرةً بالاختلافات الجينية بين أصناف البن والعوامل البيئية. من ناحية أخرى، أثرت عملية التحميص على مستويات الكافيين؛ إذ أظهرت بعض قشور وبذور الأصناف المحمصة انخفاضًا في مستويات الكافيين، ويعزى ذلك على الأرجح إلى التحلل الحراري في درجات الحرارة العالية، بينما أظهرت أصناف أخرى زيادة في تركيزات الكافيين، ربما بسبب تحلل البنى الخلوية، مما عزز استخلاص الكافيين.
2 ــ أظهرت قشور وبذور أصناف البن الأربعة غير المحمصة اختلافات في محتوى حمض الكلوروجينيك، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الاختلافات الجينية بين أصناف البن وعوامل بيئية مثل الضوء والارتفاع ودرجة الحرارة والإجهاد المائي. يُقلل التحميص عمومًا من مستويات حمض الكلوروجينيك؛ مع أن زيادة أولية قد تحدث خلال الدقائق الخمس الأولى بسبب تحلل البنى الخلوية، مما يُعزز سهولة الوصول إلى المُركّب.
3ــ تُظهر المستخلصات الميثانولية لقشور وبذور البن غير المحمص من أصناف قهوة حراز خصائص مضادة للأكسدة أعلى، تُعزى إلى زيادة إنتاج عوامل مضادة للأكسدة، مثل المركبات متعددة الفينول، في ظل ظروف أكثر برودة. في المقابل، يُظهر صنف بُرْعَاي نشاطًا مضادًا للأكسدة ثابتًا في جميع المناطق،
4 ــ تُظهر مستخلصات قشور وبذور البن المحمص من أصناف البن في مزارع المقاطعات الثلاث نشاطًا مضادًا للأكسدة أعلى بكثير من نظيراتها غير المحمصة. ولا يُعزى هذا النشاط المُعزز إلى الكافيين أو أحماض الكلوروجينيك فحسب، بل يشير إلى أن المركبات النشطة بيولوجيًا الأخرى في قشور وبذور البن المحمص تلعب أيضًا دورًا في نشاط مضادات الأكسدة.
وقدمت الدراسة العديد من التوصيات:
1 ــ اختيار وزراعة اصناف القهوة العربية التي تحتوي على مستويات أعلى من الكافيين وحمض الكلوروجينيك، وخاصة تلك التي تتحمل البرد والصقيع. هم التنوع الجيني بين أصناف القهوة العربية التي يمكن أن تعزز برامج التربية، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين جودة البن وقابليته للتسويق.
ــ مراقبة الظروف البيئية، مثل الارتفاع ودرجة الحرارة وتوافر المياه، لفهم تأثيرها على التركيب الكيميائي الحيوي للقهوة بشكل أفضل. يمكن أن تُرشد هذه المعلومات ممارسات الزراعة وتُساعد في التخفيف من الآثار السلبية للعوامل البيئية.
ـــ إن تعزيز توافر النيتروجين والبوتاسيوم من خلال ممارسات إدارة التربة، إلى جانب إجراء اختبارات منتظمة للتربة وتعديل العناصر الغذائية، يمكن أن يحسن عملية التخليق الحيوي للكافيين وأحماض الكلوروجينيك في نباتات البن، مع تحسين صحة التربة وإنتاجيتها.
ـــ تطوير وتنفيذ تقنيات تحميص مُتحكم بها لتحسين الوقت ودرجة الحرارة لتقليل التحلل الحراري للكافيين وأحماض الكلوروجينيك مع موازنة النكهة وتعظيم مضادات الأكسدة.
ـــ تزويد المستهلكين بمعلومات حول كيفية تأثير مستويات التحميص المختلفة على الفوائد الصحية وكيف يمكن لملامح نكهة القهوة أن تعزز التقدير والاختيارات المستنيرة.
ـــ إجراء المزيد من الدراسات لتحديد المركبات النشطة بيولوجيًا المسؤولة عن النشاط المضاد للأكسدة في قشور وبذور البن المحمص، حيث يمكن أن يُسهّل هذا الفهم تطوير منتجات ذات قيمة مضافة وتطبيقات في مجال الصحة والتغذية.